كل اللابتوبات صالحةٌ في طفولتها، ولكنها تبدأ بالانحدار في سلّم الأخلاق كلما كبرت واشتدت مناعتها، واختلطت بالعالم الخارجي.
تذكّر يوم كنت في عملك، حينها استلمت جهازك طيبًا مباركًا، ثم دخل سوق العمل مثلك، وتعاورته الأيام، والفيروسات الخبيثة وأصدقاء السوء، من الفلاشات المضروبة والملفات المهكرة وغيرها، فبدأ بالفهلوة، واللعب بذيله، أو بشيء آخر، حتى جعلك تتعوذ بالله من شره وشر نكباته في وردك الصباحي كل يوم.
أخي الموظف، لا تنس ما صنعته بك بطارية اللابتوب. معدل الشحن الذي يكون في أحسن حالاته كل يوم، ويستمر كذلك حتى تحتاج إليه فيخذلك، ويهرب منك ويتناقص بسرعة كبيرة، خاصة حين تكون في غرفة الاجتماعات مع المدير الذي فرغ نفسه من كل شيء من أجل الاجتماع الموعود!؟
اللابتوب مخلوق يكره التشتت، ولو تذاكيت عليه وفتحت شاشتين أو نافذتين تعمل فيهما في وقت واحد، فإنه لا يرد طلبك، لكنه سيذيقك من التعليق والتهنيق ألوانًا من العذاب.
جرّب يومًا أن تعرفه على طابعة. حاول أن تنشأ بينهما علاقة طيبة. ستدرك كم هو ذكوري متوحش يكره الجنس الآخر وبالذات الطابعات، فإنهن بالنسبة له (توكسيك) ولا يترددن في خيانته مع كل من هب ودب!؟
لم تقتنع؟ حسنًا، حاول أن تهدده بإحضار لابتوب جديد، تستعيره من صاحبك. سيكشفك وسيعلم أنها خدعة ولن يهتم لك، لأنه يعرف أن هذا اللابتوب ليس ملكًا لك، وبالتالي ليس تهديدًا له.
لا تغتر بمنافذ اليو إس بي التي تملأ جانبيه، واسأل الله ألا تضطر إليها في يوم كربة، لأنها أحيانًا لا تكون بمزاج جيد أو مضربة عن العمل، وتقرر أن تتخلى عنك بسهولة.
لحظة
تنقذنا دائمًا بسرعة حركتك وذكائك العبقري. تقترح لنا الحلول التي نكدّ أذهاننا في البحث عنها وهي أمام أعيننا لا نراها، فترحمُنا وتقدمُها لنا على طبق من ذهب، جهودك الكبرى رفعت شركاتٍ، وصرفت رواتب، وفتحت بيوتًا فشكرًا لك بحجم السماء.
أكرر شكري لك أيها اللابتوب العزيز، وأحيي فيك صبرك على الموظفين الذين تقابلهم كل يوم. وأعدك أنني سأحسن معاملتك، ولن أجعلك تجوع إلى الكهرباء بعد اليوم.