في هذه الأيام أصبح وجود “الكاش” معنا شيئًا نادرًا، فقد صرنا لا نحتاج إليه في 99% من الحالات، واسأل المتسولين أو الباعة المتجولين فهم من يذوق مرارة عدم وجود الكاش.
لنفترض وقوع عملة معدنية فئة ريال أو ريالين في يدك، مع أن هذا أمر تأباه (Apple Pay و Stc Pay)، وأنك قمت بتقليبها بين أصابعك؛ فعلى الأغلب ستلاحظ أن حوافها مسننة “مشرشرة”، وستكتشف أصابعك نتوءات منتظمة، وتلالًا صغيرة تحيط بهذا العملة. لكن لماذا؟ لمَ لا تكون حوافًا ملساء عادية فهذا أسهل في التصنيع وأنسب للمستخدم؟
الواقع أنها كانت كذلك، فحين صدر قانون العملات الأمريكي في نهاية القرن الثامن عشر، كانت حواف العملات ملساء سهلة الملمس.
واليوم لم تعد العملة تصنع من الذهب أو الفضة أصلًا، ولكن هذا التقليد استمر حتى مع غياب العلة الحقيقية له.
وهكذا يستمر السباق وتحتدم المنافسة بين الناس “الفهلوية” الذين يحاولون الكسب من أي شيء، أو التميز على حساب غيرهم بأي وسيلة كانت، وبين المؤسسات التشريعية وأصحاب القرار، فكلما تذاكـى هؤلاء تشدد أولئك.
وكما قال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – : يحدث للناس أقضيةٌ بقدر ما أحدثوا من فجور.
ملاحظة: مساء اليوم فحصت عملة ريال معدنية وكانت حوافها ملساء! لا يهم سأنشر المقال.