حدثتكم في المرة الماضية عن قصتي مع اللغة الإنجليزية من البداية، ووعدتكم بأن تكون هذه التدوينة مخصصة لتجربتي في اختبار الايلتس.
ما هو الايلتس؟
اختبار الايلتس (IELTS) هو اختبار قياس مهارات اللغة الإنجليزية، الشائع استخدامه عالمياً للطلاب الذين يرغبون في الالتحاق بالجامعات والكليات والمدارس العليا، ولأغراض الهجرة والعمل في الخارج، والتطور الوظيفي.
يتكون الاختبار من أربعة أجزاء:
1- الاستماع (Listening)
2- القراءة (Reading)
3- الكتابة (Writing)
4- المحادثة (Speaking)
تم تصميم الايلتس لقياس قدرة المتحدث على استخدام اللغة الإنجليزية بطلاقة، وفهم اللغة الإنجليزية عند التحدث والاستماع والقراءة والكتابة.
يصنف الاختبار على مقياس النطاق الأكاديمي (Academic) أو النطاق العام (General)، ويحدد النطاق المناسب للمتقدم حسب غرضه من اجتياز الاختبار. ويُعقد الايلتس في مراكز اختبار معتمدة في جميع أنحاء العالم.
الخطوة الأولى
التسجيل في الدورة المكثفة للايلتس مع المبدع عبد الرحمن حجازي. هذا الشخص نذر نفسه لتعليم اللغة الإنجليزية وعلى وجه الخصوص لاختبار الايلتس. حيث أنشأ منصة خاصة للايلتس اسمها دليلك للايلتس (دليلك للايلتس) ترسم لك خارطة طريق لنيل الدرجة المطلوبة، وقد حقق حلم مئات الأشخاص واستفاد منها كثير من الناس.
كانت خطتي ترتكز على تقوية مهارة الاستماع بشكل أساسي، إذ هي المهارة الأهم والبوابة التي تسمح لك بالدخول على المهارات الأخرى بقلب قوي.
بدأت بالاستماع وتعمقت فيه، وقد حددت لي الخطة مصادر للاستماع تناسب مستواي فوق المتوسط. وصار البودكاست رفيقي في السيارة، لا يمر يوم إلا وأنصت إليه وأستفيد منه. إليكم بعض البودكاستات التي استفدت كثيرًا منها:
هذه البرامج، وغيرها طبعًا، كنت أستمع إليها بما لا يقل عن 20 دقيقة يوميًا، ولم أكن أستعجل النتائج. وكما يقول A.j. Hoge: “لو كنت سأنصحك بثلاث نصائح لتعلم اللغة الإنجليزية لقلت لك: أولًا استمع ثم استمع ثم استمع”.
لا غنى لنا عن قنوات اليوتيوب. إذ إن محتواه المهتم بتعليم اللغة الإنجليزية أكثر من أن يحصى. أذكر قناة engVid التي يبلغ عدد مشتركيها ثلاثة ملايين مشترك. حيث كانت منهلاً استقيت منه الكثير من المواد التعليمية، خاصة مع المعلم آدم وجيمس وغيرهم (المعلم آدم).
بشـأن تطوير مهارة القراءة، تمنحك منصة الدورة المكثفة للايلتس كودًا خاصًًا يُمكّنك من الاطلاع على عشرات القصص من oxford bookworms. التزمت بالخطة المرسومة لي وصرت أقرأ كل يوم هذه القصص الرائعة. القصصُ مكتوبة بشكل جميل، بحيث أنك إذا اخترت المستوى المناسب لك تتلقى كمية من التعبيرات والمفردات مناسبة لك وتتعلّمُها أثناء القصة، وتضيف إليك بالقدر المناسب، وليست أقل من مستواك بكثير فلا تفيدك، أو متقدمة جدًا عليك فتحبطك.
الخطوة الثانية
كامبلي، وما أدراك ما كامبلي. يعرف جميع من يريد إتقان التحدث، أنه يجب عليه التحدث مع أهل اللغة الناطقين بها، وهذا أمر فيه صعوبة. كامبلي أخذت على عاتقها حل الإشكال، وأوجدت نظامًا مناسبًا يُمارس فيه هذا النوع من المهارات، ويسد هذه الفجوة. حيث يوفر عشرات المعلمين (Tutor) الذين تستطيع معهم ممارسة اللغة بشكل متواصل.
اشتركت فيه ستة أشهر ولم أندم على ذلك أبدًا. وقد استفدت أيضا من موقع يوقليش (youglish) الذي يجعلك تسمع النطق لأي كلمة أو جملة من اللغة الإنجليزية في مقاطع اليوتيوب وباللهجة التي تريدها (بريطانية أمريكية، أسترالية…)
الاختبار
استعنت بالله، وحجزت موعد الاختبار بعد شهر ونصف تقريبًا من يوم الحجز، ودفعت الرسوم كاملة. كنت أعلم أن الموعد المحدد ودفع المبلغ، سيحفز عندي قلق الديدلاين، وسيجعلني أبذل قصارى جهدي واستعد قبل موعد الامتحان.
مضى الوقت أول الأمر بطيئاً، ثم صار الوقت يمر كالبرق، وأنا أحاول إدراك المنهج، وإتمام الخطة قبل الاختبار. حتى أنني كنت أحيانًا أدرس في مقر العمل، مخافة ألا أجد وقتًا كافيًا.
جاء يوم الاختبار، يوم السبت، صباحًا، لم أنم ليلتها جيدًا ولا أدري لماذا؟
لا أذكر أنني كنت مصابًا بأرق الاختبارات أو قلقها في مسيرتي الدراسية، لكن ربما أرقت لأنني لم أدخل أي امتحان منذ مدة طويلة؟؟
ذهبتُ لمكان الاختبار وكانت اللجنة شديدة جدًا، كأن الدخول إلى قاعة الامتحان كان اقتحامًا لمفاعل نووي! الدخول صعب، والانتظار طويل جداً. لم أشعر بالراحة أبدًا.
يسر الله الأمر وبدأ الاختبار. الحمد لله كان أدائي جيدًا بشكل عام، وقد أرهقني قسم القراءة كثيرًا، وكان هو الجزء الأصعب في الاختبار.
نتائج الاختبار استغرقت أسبوعين للإعلان عنها. كان والد صديقي عبد الملك مستبعدًا جدًا أن أنال علامة (6) في الايلتس، ولم يكن يتوقع من صديق ابنه أن يحقق أكثر من (5)، فلقد رأى كثيرًا من الناس درسوا سنة كاملة في بريطانيا ولم يحصلوا على درجة (6).
خرجت النتيجة وكانت الدرجة (6.5) ولله الحمد. نعم، كنت قد كتبت في أهدافي أنني أنال (7) لكن هذه الدرجة التي حققتها كافية بالنسبة لي، وأشعر بالرضا منها، ولا ضير في أن أغير الشرط!!
واليوم، لم أتوقف عن تطوير اللغة الإنجليزية. ولا أزال أستمع إلى البودكاست، وأقرأ المقالات. نعم اخترت هذه المرة قراءة المقالات والنشرات البريدية، عوضًا عن القصص، لأنني أريد بناء لغة إنجليزية يومية، وفعالة لسوق العمل والحياة المعاصرة.
(pocket) موقع مميز وله تطبيق للهواتف الذكية، يسمح لك بحفظ أي مقال يمر عليك لقراءته في وقت لاحق. أستعمله حاليًا للمقالات الإنجليزية والعربية على حد سواء. بين فترة وأخرى أدخل موقع (Engoo) وهو موقع يأتي لك بالأخبار من كل المجالات، ويتميز بأنه مكون من عشر مستويات، تتدرج من المبتدئ التأسيسي إلى المتحدث الأصلي، ويزودك بقائمة للكلمات الجديدة أو الصعبة مع شرح لها وأمثلة وصور.
هذا ملخص لرحلتي الطويلة التي لا تزال مستمرة في تعلم هذا اللسان الذي صار لسانًا للعالم بأسره. أعلم أن إتقان الإنجليزية مهمة شاقة، غير أن أكبر ما يساعدنا على إتقانها هو الصبر، والرغبة الجادة، والاستمرار على التعلم الذاتي.