صورة مولدة باستخدام الذكاء الاصطناعي

عصا التغيير وعناد البشر!!

العادة حاكمة. وبقاء الحال على ما هو عليه مريح ولذيذ. لو كان الأمر بأيدينا لبقينا على ما نحن عليه حتى قيام الساعة، لا نتقدم ولا نتأخر. لكنه لسَعْدنا أو ربما لشقائنا ليس بأيدينا.

لو أردتُ أن أُلخّص حافز الإنسان للتغيير ودافعه الذي يجعله ينتقل من حال إلى حال، لما وجدت كلمة أفضل من: الإكراه!

 

نعم يتغير الناس عندما تُلجئهم الظروف لذلك. 

الإنسان كائن يولد كارهًا للتغيير. جيناته تبغض التغيير بطبيعتها، كأنه قد بُرمج على ذلك، فكانت إعدادات “استعادة ضبط المصنع” عنده لا تقبل أي ابتداع!

 

تبًا للبشر!

عندما تُظلم الحياة، ويكون الهلاك أو الخسارة العظمى أمام أعينهم، قاب قوسين أو أدنى، حينها وحينها فقط يتغيرون.

 لا تُتعب نفسك فابن آدم لا يتغير بالجزرة 🥕 غالبًا. إنه لا ينهض إلى التغيير إلّا إذا ألهبت العصا ظهره!

ليست مقاومة التغيير بريئة تمامًا !!

قبل نصف شهر حضرتُ دورةً تدريبية رائعة. قدّمها لنا شخص جمع الخلق والقوة والأمانة وهو الأستاذ عبدالرزاق التويجري.

في بداية الدورة سألَنا: من الذي يشجع نادي النصر؟ رفع عدة أشخاص أياديهم، وكنت أنا أوّلهم. رفعتُ يدي بوضوح، قائلًا جهرًا وعلانيةً: نعم أنا أُشجّع العالمي.

إلى الآن لا غرابة في الأمر. فقط مجموعة من المتدربين فيهم من يشجّع النصر. 

 

مضت الدورة على ما يرام، ثم في اليوم التالي سأل المُدرب: أتدرون لماذا لا يتغير الناس، ويتركون أمورًا غير منطقيةً ولا عقلانية، وربما لا تفيدهم؟ 

أجبنا بما نعرف. فهزّ رأسه قائلًا: “لا يتغير الناس لأنهم شرسون جدًا في الدفاع عن خياراتهم. لا تتوقّع من ابن آدم أن يتغير بسهولة حين يتطلّب التغيير ترك شيء اختاره بنفسه”. ثم التفت ناحيتي 😂 أنظروا إلى الناس الذين يشجعون العالمي – بالمناسبة كان عبدالرزاق منهم 😂- هل يتركون تشجيعه إذا دعاهم المنطق إلى ذلك!؟ لا وألف لا.

 

عاد الأستاذ عبدالرزاق في آخر أيام الدورة مُداويًا بعد أن جرح 😂، وأعطاني هدية مع الفائزين بالمسابقة، مع العلم أن فريقي لم يفز بها.

 ثم سأل الحضور وكانوا عشرين شخصًا أو أكثر: لماذا أعطيت طارق الهدية؟

 فقالوا: لأنه مشارك، ويحضر مبكرًا، أمر منطقي.

فضحك وقال: لا أبدًا، أعطيته إياها لأنه يشجّع العالمي😁. وهذا لتعلموا أن الناس لا يخضعون إلى المنطق أو المعايير في كثير من قراراتهم.

 

 

 الحمد لله. استفدت جدًا من هذه القصة. فقد غنمتُ علبة شوكولاته 🍫 لذيذة، وأدركت حكمةً علقتْ بذهني، وجاءت مؤيّدةً بالنظرية والتطبيق. 

 

ختامًا: أسوأ أنواع العناد ومقاومة التغيير هو أن يخدع الإنسان نفسه، ولا يُغيّـر من شيءٍ هو مقتنع بضرره،لكنه يصرّ عليه كبرًا وترفّعًا عن الحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top