لماذا تكتب؟


هناك سؤال مهم يواجه كل من يكتب هو:
لماذا تكتب؟ والواقع أن الرغبة في الكتابة – في اعتقادي – هي صورة من صور الرغبة في التعبير والبوح عما في النفس من الأفكار والمشاعر، وهذه الرغبة خصلة جبلية في كل إنسان. فهي من هذا المنطلق لا تحتاج إلى أي سبب حسي أو ملموس، بل هي سلوك طبيعي تماماً ولا يحتاج إلى تعليل.
هل تقصد أن كل الناس يجب أن تكتب؟! بالطبع لا، ولكن الكتابة صورة من صور التعبير والرغبة في البوح بالأفكار والمشاعر، وهذه تكون بالكتابة وتكون بغيرها. فالكلام هو أبسط الصور ويشترك فيه الناس كلهم تقريباً، فهم إذا أرادوا ايصال فكرة أو إحساس لديهم تكلموا ولو كان هذا الكلام بينهم وبين أنفسهم فقط !
والكتابة صورة أخرى من صور التعبير ولكنها مع ما فيها من المشقة إذا قورنت بمجرد الكلام، أرقى من التعبير باللفظ المجرد فهي تحتاج إلى شيء من المهارة وحسن الأسلوب والقدرة على ايصال الفكرة المنشودة.
قد يقول قائل: إن الناس تكتب لأغراض كثيرة منها على سبيل المثال : التواصل والتأليف والتعليم وغير ذلك. 
أقول: نعم، ولكن هذه الأغراض تؤول في النهاية إلى الرغبة في التعبير أو في قول شيء ما.

والغاية من تدوينتي هذه هي أن الكتابة لا يجب أن تكون لهدف واضح يمكن قياسه أو محاكمة الكاتب بناءاً عليه، كالإصلاح أو التعليم أو التوعية أو رفع الظلم ( وإن كانت هذه من الغايات العظمى لكل من يكتب)

إنما هي ببساطة رغبة عند الكاتب ليقول شيئاً في خاطره وهذا يكفي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top